0
مشروع النهضة عند باحثة البادية



باحثة البادية : ملك حفني ناصف (1886-1918) :
كاتبة وخطيبة وشاعرة ، دخلت المدرسة السنية وتخرجت فيها وزاولت مهنة التعليم في مدارس الإناث الحكومية ثم انصرفت إلى قضايا المرأة فكان بيتها منتدى ، وأسست الاتحاد النساي التهذيبي ، وأسست في بيتها مدرسة لتعليم التمريض ، ورحلت عن ثلاثة وثلاثين عاماً .
كانت من الإصلاحيين القلال الذين يمتازون بعمق الحساسية وقوة الشعور والاستجابة لحس الواقع ، ولعل سر حكمتها يكمن في قضية واحدة تتلخص في الإصلاح الاجتماعي وإصلاح المرأة بالذات ليست في حاجة لأن تقوم على أساس نظرية في التقدم ، كما أن من العسف إصلاح المرأة من خلال الطراق والأساليب التي خبرتها المرأة الأوروبية في إطار التطور الذاتي للمدينة الغربية .
كما رأت أن قضية المرأة المسلمة ليست في حاجة إلا إلى عملية نقد اجتماعي رصين للعادات والتقاليد ، وإلى تربية المرأة وتعليمها ، أما رد مسألة التأخر برمتها إلى قضية السفور والحجاب فأمر مجاف للصواب والواقع .
ففتربية المرأة لا سفورها هو العامل الأكبر عندها للتقدم .
.ولها في ذلك عدة مواقف يمكن تلخيصها في ثلاثة :
1-  أنها اتخذت موقفاً وسطاً في قضية الحجاب والاختلاط بين التقليد والتغريب .
تقول " وإني وإن كنت رددت على المنادين بالسفور وخالفتهم في كثير مما يذهبون إليه ، فإني لم أقل قط بوجوب اتباع العادة القديمة في الحجاب بحذافيرها ، إنما أريد أن نوجد مذهباً وسطاً بين السفور الغربي والحجاب المصري القديم ..... وبالجملة أردي تعويد الناشات السفور إلى الحد الذي يبيحه الدين الإسلامي الشريف بغير شطط في تأويل معناه " ([1])
2-  قامت باحثة البادية بعملية نقد مشخص لنظام الزواج وويلاته ، ولم تكتف بتقديم اقتراحات عملية لترقية أحوال المرأة وإنما أولت المسال المتصلة بطريقة الزواج وبتعدد الزوجات والضرار وبسن الزواج والتبرج النسوي اهتماماً بالغاً فضلاً عن أخلاق الرجال والنساء على حد سواء ، ولقد وصفت وصفاً بارعاً مباد النساء الأربعة (الغيرة العمياء ، بغض أقارب الزوج ، الإسراف ، سرعة الغضب والتهديد بالفراق ) ومساو الرجال البارزة ( الطمع في مال الزوجة ، الظلم ، ازدراء المرأة )فكان ذلك إسهاماً منها في طريق بلوغ القصد الذي نصبته لنفسها .
3-  أسقطت باحثة البادية دعوى الربط بين الحجاب والسفور وبين التقدم والانحطاط ، واعتبرت أن الربط بين التقدم والسفور هو ربط مصطنع لا يخلو من قدر كبير من الإسراف .
بل هجمت هجوماً شديداً على من يربط بينهما .
تقول " فأما فريقهم الذين فتنتهم المدنية الغربية حتى خروا لها سجداً فتعليلهم في هذه المسألة من الغربية بمكان ، يقولون إن الأمة المصرية متأخرة في الفنون الجميلة وفي الآداب القومية وفي كل ش ، نعم نحن نعترف معهم بذلك ونسعى ونجد في إزالته ولكن أليس من المدهش أن نعزو ذلك التأخر للحجاب ؟ " ([2])
لكن يظهر – والله أعلم – من خلال عرض رؤيتها – خاصة في مسألة التوسط بين الحجاب والسفور – أن المسألة ليست دفاعاً عن الحجاب وإنما هي فكرة الانتقال التدريجي من الحجاب إلى السفور في مقابل فكرة الانتقال المفاج التي يأخذ بها السفوريون المتفرنجة ، يتضح ذلكمن عبارات كثيرة منها قولها " فأنا إذا لمت المنادين بالسفور فلأنهم متسرعون يريدون أن يقلبوا الكون دفعة واحدة ولا يتريثون لنيل بغيتهم بالتدريج " ([3]) .
وهذا ما عرضها للنقد العنيف من الشيخ مصطفى صبري الذي قال " ليس التدريج في السفور ولا الاستعداد له إلا تدريجاً في المفسدة وإلا استعداداً لما يجر إليه " ([4])
وإن كان الأستاذ فهمي جدعان حاول الدفاع عنها بقوله " إن التدريج الذي تتحدث عنه هو التدريج في الانتقال من العادة المتحكمة التي تتمثل في الحجاب التقليدي إلى السفور المقيد الذي يقرره الشرع " ([5])
وليس في نص كلامها ما يدل أبداً على هذا التوجيه .
وإن كانت الدعوة برمتها فيها ما فيها من الكلام الشرعي لكن يحمد لها أنها لم تكن على شاكلة قاسم أمين وغيره من السفوريين .


(1) آثار باحثة البادية ص 281-283 .
(2) آثار باحثة البادية ص 275 .
(3) آثار باحثة البادية ص 281 .
(4) قولي في المرأة ص 35 .
(5) أسس التقدم ص 473 .

0
فرحي بعد أســــــــــــــــبوع


فرحـــــــي بعـــــــد أسبـــــــوع
..♥ ~

..♥ ~
...
...
..♥ ~

..♥ ~

..♥ ~

جهزت فستاني

جهزت زينتي

جهزت أزهاري

وجدت حبيبي

..♥ ~

..♥ ~

..♥ ~

..♥ ~

فستاني هو صلاتي

زينتي قراني

وأزهاري كانت أذكاري

وحبيبي شهر القيام والصيام

أحس و كأني عروسة أجهز نفسي لأكون لحبيبي

وانا أمضي للمسجد لصلاتي وكأني أزف

والسجدة هي الحضن الذي أجد فيه الأمان والرحمة والحنان

..♥ ~

..♥ ~

..♥ ~

..♥ ~

أنا أغير على حبيبي وغيورة جداااااااااااا ..♥ ~

سأتعب لأكون الأقرب والأقرب

سأتفرغ له وحده

فهو حبيبي لأنه قربتي لربـــــي..♥ ~

ميلاد توبتي وهنائي

لذلك سـأتعب.....

وأدعوكم للمنافسة .....

منافسة وسباق على ود الرحمن فى شهر القران

لن تعرف النتائج بعد شهر رمضان

لكن موعدنا الجنة هناك سنعرف

وبمااننا ان شاء الله صحبة للجنة

يومها سنسأل الله في شهر رمضان سنة 1433

من كان الأقرب

دعوة فرحي للجميع في كل زمان ومكان .........

هذا فرحــــــــــــــي فمن يشاركني فرحتي

0
مشروع النهضة عند قاسم أمين



قاسم أمين (1865-1908) :
كردي الأصل ولد بطرة وانتقل مع أبيه الضابط أميرلاي محمد بك أمين إلى الإسكندرية فنشأ وتعلم بها ثم بالقاهرة ثم أكمل دراسة الحقوق بالقاهرة وعاد إلى مصر فعين وكيلاً للنائب العمومي بالمحكمة المختلطة ثم مستشاراً بمحكمة الاستئناف وتوفي فجأة في القاهرة .
بدأ قاسم أمين منافحاً عن الإسلام وذلك حين تصدى في عام 1894 لكتاب الدوق داركور مصر والمصريون الذي رأى فيه أن الإسلام هو السبب الرئيسي في كل تأخر فهذا الدين لا يحث إلا على العلوم الدينية وهو يحبذ لأتباعه التواكل وعقيدة القضاء والقدر ، فنشر قاسم أمين كتاباً بالفرنسية بعنوان المصريون رأى فيه أن الجهلاء هم الذين أعاقوا ركب التقدم حين فسروا القرآن بحسب أهوائهم أما أن الإسلام قد وقف في وجه العلم فأمر غير صحيح .
تلك هي الروح التي بدأ قاسم أمين بها حياته الأدبية العامة ثم بعد سنوات رأى أن بعض الانتقادات التي وجهها الدوق للمجتمع المصري وخاصة لأوضاع العائلة والمرأة لها ما يبررها تماماً فألف كتاب تحرير المرأة ورأى أنه لا بد من عملية تغيير شاملة من أجل نهضة اجتماعية للأمة .
وأول شئ حرص قاسم أمين على إثباته هو أن الحالة الاجتماعية الموجودة مما ليس في الطاقة البشرية تغييره في الحال وإنما بالتدريج لكن التغير قانون كوني شامل لا يفلت من قبضته شئ وأن التغير هو شرط التقدم ، وأكد على أن هذا التغيير ليس للإسلام نفسه وإنما في العوائد وطرق المعاملة التي ألفها المسلمون بسبب غزو أفكار الأمم القديمة ، لذلك فإن الخصم الحقيقي لقاسم أمين هم أولئك المتمسكون بالتقاليد أو بالعادات ([1]) .
رأى قاسم أمين أن العادات والآداب مرتبطة ارتباطاً تاماً بالحالة العقلية للأمة ، لذلك فإن بين انحطاط المرأة وانحطاط الأمة تلازماً مع أن الشريعة الإسلامية قد كفلت للمرأة حقوقها لكن سبب انحطاطها يأتي من أمرين : الأول : تغلب أخلاق الأمم التي انتشر فيها الإسلام وعوائدها على هذا الدين ، الثاني : الاستبداد السياسي ([2]) .
ثم بدأ قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة يشرح وجهته حول تغيير بعض الأفكار بالنسبة للمرأة مثل التعليم والحجاب وغيره مستنداً إلى بعض الآراء من أصحاب الفكر الإسلامي ، ولم ترد كلمتا الحرية والإطلاق في الكتاب إلا مرات قليلة .
وجماع القول هو أن الأمة تجتاز مرحلة انحطاط وإن قانون التزاحم في الحياة يهددها بالاضمحلال والفناء لأن تمدن الأمم الغربية يتقدم على كل الجبهات في جميع أنحاء المسكونة ، فإذا كان ثمة سبيل للنجاة من الفناء فهي سبيل العقل والعلم والاعتماد على النفس .
ومع ذلك فإن إصلاح حال المرأة لا يتم بمجرد التربية وحدها وإنما يحتاج إلى تكميل نظام العائلة من خلال إعادة النظر في مسائل الزواج والطلاق والأسرة بشكل عام ([3]) .
تلك هي المبادئ التي وقف عندها قاسم أمين في كتاب تحرير المرأة ، لكن ردة الفعل على  الكتاب كانت مختلفة ، حيث جاءت بعض الردود إيجابية من محمد رشيد رضا وغيره ، في المقابل جاءت بعض الردود شديدة جداً من بعض الأزهريين والكتاب التقليدين ، فكان لذلك أثر سئ في نفس قاسم أمين دفعه في عام 1900 إلى كتابة " المرأة الجديدة " وهو كتاب لا يملك الباحث المدقق إلا أن يأسى لما يعكسه من وقوع انتقامي في أحضان الليبرالية الغربية البرجوازية , لذلك يمكن القول أن كتاب المرأة الجديدة هو الذي يستحق أن يحمل عنوان " تحرير المرأة " ([4]) .
لقد كان وقوع قاسم أمين في إشكالية التقدم البرجوازية الغربية سريعاً حقاً ، صحيح أن المرحلة الأولى القصيرة التي قطعها في كتابه تحرير المرأة قد انطوت على معظم عناصر نظرية التقدم لكنه لم يذهب إلى حد ربط المدنيات كلها بحركة المدنية الغربية ومسارها كما فعل في هذه المرحلة التالية مرحلة كتاب المرأة الجديدة ، والحقيقة هي ان حماسته أو إيمانه بواقعة التقدم قد انطوى على خطر صريح يتمثل في وضع حد للبعد التاريخي العربي الإسلامي ، أما الليبرالية المسرفة التي انطوى عليها مبدأ أفكاره الأخيرة فإنها تدخل المرأة المسلمة من غير شك في متاهة يصعب التعرف على نهايتها ([5]) .


(1) تحرير المرأة ص 31-32 .
(2) تحرير المرأة ص 37 .
(3) تحرير المرأة ص 132-133 .
(4) أسس التقدم ص 456-457 .
(5) أسس التقدم ص 470 .

0
لماذا لا يستجاب الدعاء ؟!



بعض موانع إجابة الدعاء :
المانع الأول : عدم تحري الحلال أكلاً، أو شرباً، أو لبساً، أو تغذية :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيّبٌ لا يقبلُ إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يَآ أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}. وقال: {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُهُ حرامٌ، ومشربُهُ حرامٌ، وملبسُهُ حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام فأنَّى يُستجاب لذلك" ([1]) .
 ففي هذا الحديث ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أن هذا الرجل الذي لم يتحر الحلال في مطعمه وشرابه وملبسه ومعيشته قد أتى بأربعة عوامل من عوامل إجابة الدعاء هي :
الأول منها : إطالة السفر والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده)([2]) .
لأن السفر مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق، والانكسار هو ذاته الذي من أعظم أسباب إجابة الدعاء .
والثاني منها : أنه فقير ضعيف من ضعفاء الناس أشعث مُهْمَل وهذا في ذاته أيضاً له من القدر عند الله ما يحقق رجاه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ربَّ أشْعَثَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" .
والثالث منها : يمد يديه إلى السماء وهذا أيضاً من عوامل إجابة الدعاء وتحقيق الرجاء حيث قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" . ([3])
والرابع منها : الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته تبارك وتعالى وهذا من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء ، ولكن مع ذلك كله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأنى يستجاب لذلك" وهذا استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد يعني الاستحالة والاستبعاد النهائي أن يُقبل له دعاء أو يتحقق له رجاء  .([4])
المانع الثاني : استعجال تحقيق الدعاء والرجاء المطلوب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجلْ فيقول: قد دعوتُ فلم يُستجَبْ لي" .
وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزالُ يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعةِ رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: "يقول قد دعوتُ، وقد دعوتُ فلم أرَ يستجيبُ لي فيستحسر عند ذلك ويدعُ الدعاءَ" ([5]) .
المانع الثالث : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأْمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أنْ يبعثَ عليكم عِقاباً منه ثمَّ تدعونَهُ فلا يُستجابُ لكم" ([6]) .
المانع الرابع : الدعاء بإثم أو قطيعة رحم :
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم ولا قطيعة رحم ما لم يستعجل ) ([7]) .
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها أثم ولا قطيعة رحم الا أعطاه الله بها إحدى ثلاث أما أن تعجل له دعوته واما أن يدخرها له في الآخرة واما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر قال الله أكثر .
المانع الخامس : ارتكاب المعاصي والذنوب :
قد يكون ارتكاب المحرمات أو المعاصي او الذنوب هي السبب المانع من إجابة الدعاء ([8]) ، ولهذا قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالمعاصي، وأخذ هذا بعض الشعراء فقال:
نحنُ ندعو الإله في كلِّ كربٍ : ثمَّ ننساه عند كشف الكروبِ
      كيف نرجو إجابةً لدُعاءٍ : قد سددْنا طريقها بالذنوب ([9])


([1]) صحيح : أخرجه مسلم (1015) .
([2]) حسن : أخرجه أبو داود (1536) والترمذي (1905) وابن ماجة (3862) وأحمد (2/523،517،348،258)  وابن حبان (2699) وللحديث شاهد من مسند عقبة بن عامر أخرجه أحمد (4/154) .
([3]) صحيح : أخرجه أحمد (5/438) وأبو داود (1488) والتترمذي (3865) وابن حبان (876) والحاكم (1/497) والبيهقي (2/211) .
([4])  جامع العلوم والحكم 1/196 طبعة دار ابن رجب بتصرف .
([5]) صحيح : أخرجه مسلم 4/2096.
([6]) حسن : أخرجه الترمذي (2169) ،وأحمد (5/388) ، والبغوي في شرح السنة 14/345 .
([7]) صحيح : تقدم تخريجه .
([8])  جامع العلوم والحكم 1/275.
([9])  جامع العلوم والحكم 1/377، وانظر: الحاكم 2/302 وسلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1805.

0
كيف أمتنع عن العادة السرية ؟!




سُإل الشيخ المختار الشنقيطي ( حفظه الله ) :
أنا شاب في السابعة عشر من عمري، أحب الإيمان والدعاة إلى الله، ووالله الذي لا إله إلا هو إني أحبك في الله، ولكن قد ابتلاني الله بابتلاءٍ، -أسأل الله أن يعافيكم مما ابتلاني به- ألا وهي العادة السرية التي كلما فعلتها أحس بنقص في الإيمان، وبعدها أندم وأجزم بأن لا أعود، ولكن يعاودني الشيطان والنفس الأمارة بالسوء فأمارسها، فما هي الأسباب وما العلاج؟ علماً بأني ملتحقٌ بحلقة تحفيظ للقرآن الكريم، وقد يؤثر علي ذلك في حفظي لكتاب الله، وجزاكم الله خيراً؟
فأجاب : 
أولاً أحب أن أنبه على أن الأخ ذكر أنه ملتحق بحلقة التحفيظ، وبعض الناس إذا سمع أن إنساناً مطيعاً يفعل معصيةً ربما يسيء الظن بمن ينتسب إليهم، وهذا ينبغي التنبيه عليه، فإن الإنسان إذا وقعت منه المعصية قد تقع في حال ضعف، وقد تقع ابتلاءً من الله له بسبب ذنب بينه وبين الله، أو ذنب بينه وبين عباد الله، فأراد الله أن يعاقبه في الدنيا قبل الآخرة، وقد يكون مستدرجاً من الله، نسأل الله أن لا يجعلنا ذلك الرجل، فإن المستدرج لا يزال يبتلى بالعادة تلو العادة حتى يستدرج إلى الزنا ثم يختم له بخاتمة السوء -والعياذ بالله- لكن أسأل الله جل وعلا ألا يجعل صاحبنا ومن ابتلي بها من أهل الإيمان ذلك الرجل.
أخي في الله، أوصيك أولاً بأمور: 
أولاً: أن تدعو الله عز وجل فسبحان من بيده القلوب! فإن قلبك إذا استقام، استقامت جوارحك، فسل الله جل وعلا أن يهبك قلباً خاشعاً يطمئن بذكره وينفر عن عصيانه، سل الله؛ فإن الله يجيب من دعاه.
أما الأمر الثاني: فخذ بالأسباب، لا تجلس لوحدك، ولا تأت إلى فراشك إلا عند النوم وأنت تَعِبٌ.
الأمر الثالث: أن تشغل وقتك بطاعة الله، فإن الطاعة تدعو إلى أختها، وإذا عمّرت وقتك بطاعة الله وذكر الله؛ أمنت الفتنة وسلم لك دينك وعصم الله عز وجل نفسك من معاصيه.
والأمر الرابع: أوصيك -أخي في الله عز وجل- إذا ابتليت بهذه المعصية وضعفت نفسك أن تديم الاستغفار، وأن لا تقنط من رحمة الله عز وجل ولو عدت إليها ملايين المرات، حاول قبل الوقوع فيها أن تجاهد نفسك، فإن غلبك الشيطان وفعلتها فحاول أثناء فعلها أن تنزع، فإن ذلك خوفاً من الله، فإن غلبك وفعلتها فأرق من عينك دمعة الندم، وبث من قلبك الأشجان والألم لعل الله عز وجل أن يمن عليك بالعفو وهو أهل الكرم.
فكن على إحدى هذه الثلاث المراتب، أولاً: أن تجاهد نفسك فإن الله يسمعك ويراك، ويطلع على سرك ونجواك، ويعلم تلك اللحظة وأنت في الصراع في داخل قلبك -أأقدم أو لا أقدم، أقدم أو أحجم- وأنت تصطبر وتتألم وتتأوه، فإذا نزعت في هذه الحالة فهي أكمل الحالات وأحبها إلى الله وأقربها زلفى عند الله، أن تأتيك المعصية فتبقى في جهاد مرير فتكون العاقبة أن تنجو بنفسك منها، لأنَّ الله لا ينجي العبد أثناء الوقوف أمام المعاصي وتيسر أسبابها إلا إذا أحبه، ولذلك يلطف الله بأحبابه كما لطف بيوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فإنه لما وقف أمام المعصية لطف الله به؛ لأنه من عباده المخلصين، فهذه المرتبة الأولى أن تجاهد نفسك، وعود نفسك على ذلك.
ثم الأمر الثاني: فإن اقتربت منها فاقترب متذمراً، واقترب ساخطاً متألماً، ولا تقترب ضاحكاً مسروراً، فإنَّ الله يمقت هذا الضحك والسرور، ولربما عاقبك الله على أُنسِك بها فغضب عليك، فإذا وقعت فيها وذقت أول لذاتها فاستشعر شيئاً من الآخرة فلعلَّ الله عز وجل أن يلطف بك، وينزعك عن هذه المعصية، فإن نزعت عند بداية العصيان، وعند بداية الذنب، فتلك رحمةٌ من الله جل وعلا، ولك عند الله منزلة، فإنَّ الله يبدل هذه الإساءة منك إحساناً، ويكون انتزاعك منها أثناء تلبسك بها في بدايتها دليل على حبك لله عز وجل، والله سبحانه كريم إذا أتيته بالعقبى التي فيها الإنابة محا ما كان من الإنسان في الأولى من الإساءة، فلعل الله -إذا رأى منك أنك تنزع أثناء المعصية- أن يغفر لك ما كان من العصيان.
الأمر الثالث: فإن تمردت النفس وعتت، وطغت وبغت وتلذذت بهذه المعصية، وذقت حلاوتها فبمجرد أن تنزع عنها تب إلى الله وقل: أي شيء فعلت؟! وأي ذنب اقترفت؟! وما يدريني فلعل الله أن يكون غاضباً علي، وأكثر من الندم والاستغفار والتوبة إلى الله { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [طه:82]، وإذا أصبحت كلما فعلت العادة ترجع إلى الله بتوبة، وكلما يمكر الشيطان بك ويوقعك في هذه المعصية، تريق دمعة الندم وتتوب إلى الله، أبدل الله سيئاتك حسنات، وأغاظ الله عدوك الشيطان، فأصبح ما يكون منك من عصيان، رفعة درجة لك في العاقبة، وهذا من رحمة الله عز وجل، ولكن بالتوبة الصادقة، فإذا تبت إلى الله توبة صادقة بدل الله سيئاتك حسنات.
فهذا مما أوصيك به، وأسأل الله العظيم أن يسلمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والله تعالى أعلم .

0
مشروع النهضة عند جمال الدين الأفغاني



جمال الدين الأفغاني (1838-1897) :
ولد في قرية أسعداباد الأفغانية ويرجح أنه من أصل فارسي تلقى تعليمه في كابول ثم انتقل إلى الهند وحج إلى مكة ثم عاد إلى أفغانستان ليرأس الوزارة في ظل الأمير محمد أعظم ثم عزل فرحل إلى الهند ثم إلى مصر واتصل بأساتذة الأزهر وطلابه وأشهرهم محمد عبده ثم نفي من مصر 1879 فغادر إلى الهند ثم باريس وأسس مع محمد عبده جمعية العروة الوثقى وصحيفة العروة الوثقى ، وفي عام 1886 توجه إلى إيران ليتولى وزارة الحربية ثم غادرها بسبب خلافات سياسية فتجول في روسيا وفرنسا ثم العراق وإنجلترا ثم استدعاه السلطان عبد الحميد عام 1892 إلى الآستانة فأقام فيها حتى وفاته 1897 .
جاء جمال الدين الأفغاني في زمن التناقض أو ما يسميه هو زمن الاستعمار ، لذلك كانت النظرة السياسية هي المنطلق لفكرة الأفغاني عن مشروع التقدم والنهضة .
بدأ الأفغاني أولاً باستعراض أفكار من سبقه عن أسباب التقدم وفندها حيث يقول " ظن قوم في زماننا أن أمراض الأمم تعالج بنشر الجرائد وأنها تكفل إنهاضها وتنبيه الأفكار وتقويم الأخلاق لكن أين من يقرأ ومن يكتب فضلاً عمن يفهم ، وذهب آخرون إلى أن شفاء الأمة من أمراضها القتالة تكون بإنشاء المدارس العمومية دفعة واحدة في كل بقعة من بقاعها وعلى الطراز الجديد المعروف بأوربا لكن ما أبعد ما يظنون وما فعلته الدولة العثمانية في هذا الجانب ما أدى إلا إلى تبعية عمياء وتدهور " ([1]) .
ثم يبدأ الأفغاني بطرح فكرته عن التقدم فيقول " أرسل فكرك إلى نشأة الأمة التي خملت بعد النباهة وضعفت بعد القوة واسترقت بعد السيادة واطلب أساس النهضة الأول حتى تتبين مضارب الخلل وجراثيم العلل فقد يكون ما جمع كلمتها وأنهض همم آحادها ولحم ما بين أفرادها إنما هو دين قويم الأصول محكم القواعد شامل لأنواع الحكم باعث على الألفة ، إن العلاج الناجع إذاً يكون برجوع الأمة إلى قواعد دينها والأخذ بأحكامه على ما كان في بدايته " ([2]) .
إن القاعدة التي يدور عليها منطق جمال الدين هنا تأخذ شكل القانون " متى ضعف ما كان سبباً في الصعود يحصل الهبوط والانحطاط ومتى زال ما كان سبباً في السقوط يحصل الصعود " ([3]) .
في البداية أغرته كثيراً فكرة توحيد الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلامية لما لاحظ من تمام الاتفاق بينها في المبدأ والغاية لكنه ما لبث أن أدرك أن المحاولة ممتنعة إطلاقاً وذلك بسبب ما أُحدِث من اختلافات دينية وطائفية ومذهبية ([4]) .
وبذلك رأى الأفغاني أن سبب الهبوط الأول هو تراجع الدين وانحساره وضعفه بالإضافة إلى ما اعترى بعض عقائده من خلل وتشويه ، أما كيفية مقاومة ذلك فتتلخص في ثلاث عقائد وثلاث خصال :
العقيدة الأولى : التصديق بأن الإنسان ملك أرضي هو أشرف المخلوقات ، وهذا الاعتقاد يلزم صاحبه بأن يترفع عن ملابسة الصفات البهيمية والحيوانية .
العقيدة الثانية : يقين كل ذي دين أن أمته أشرف الأمم وإن كل مخالف له هو على ضلال ، وهذا اليقين يدفع الأمة إلى أن تنهض لمكاثرة الأمم الأخرى ومساماتها في مجدها .
العقيدة الثالثة : الجزم بأن الإنسان إنما ورد هذه الدنيا لاستحصال كمال يهيئه للعروج إلى عالم أوسع ودار لا تنقضي سعادتها ولا تنتهي مدتها وصاحب هذا الاعتقاد مدفوع دوماً إلى الارتقاء من حالة الجهل إلى حالة العلم والتقدم .
أما الخصلة الأولى : خصلة الحياء تدفع إلى حفظ نظام الجمعية البشرية وكف النفوس عن ارتكاب الشنائع أشد من تأثير مئات القوانين وآلاف الشُرَط .
الخصلة الثانية : الأمانة فهي دعامة بقاء الإنسان ومستقر الحكومات وباسط ظلال الأمن والراحة والسلطان والعدالة .
الخصلة الثالثة : الصدق ، فالكاذب الذي يرى البعيد قريباً والقريب بعيداً ويظهر النافع في صورة الضار والضار في صورة النافع هو رسول الجهالة وبعيث الغواية وظهير الشقاء ونصير البلاء ([5]) .
كانت هذه فكرة الأفغاني عن مشروع النهضة والتقدم وكان يعتقد أن ذلك لن يتحقق إلا بالاجتماع والتوحد واتفاق الكلمة .
أما عن أسباب انحطاط وتأخر الأمة فقد فعل الأفغاني كما فعل أيضاً في فكرته عن التقدم ، حيث عرض أولاً لأفكار غيره عن أسباب التأخر وفندها ، فيقول مثلاً " ذهب بعض المغفلين من الإفرنج إلى أن تأخر المسلمين راجع إلى عقيدة القضاء والقدر التي تعد عند المسلمين أصلاً من أصول دينهم ، والحقيقة أن هؤلاء قد أساءوا التمييز بين الاعتقاد بالقضاء والقدر وبين الاعتقاد بمذهب الجبرية ، بل إن الاعتقاد بالقضاء والقدر تتبعه صفة الجراءة والإقدام وخلق الشجاعة " ([6]) .
أما عن فكرة الأفغاني للتأخر فهو يرى أن المؤثر الأول فيها هو الباطنية وأهل التأويل بما ساعدهم مد الزمان على تلويث النفوس بالأخلاق الردية حتى تبدلت الشجاعة بالجبن والصلابة بالخور والجرأة بالخوف والصدق بالكذب ([7]) .
أما عن عوامل التأخر والانحطاط في فكر الأفغاني فنستطيع أن نلخصها في عاملين :
العامل الأول : العامل السياسي : فحروب الصليب وغارات التتر وغيرها كل ذلك أدى إلى فساد كبير في الأمة ، حتى الدولة العثمانية التي كانت لها القوة حين توغلت في أوربا وفي دول البلقان لم تقم بينها وبين هذه الدول خلال أربعة قرون أي رابطة أو جامعة من شأنها أن تحافظ على استمرار وجود الدولة فيها ، بل إن الدولة العثمانية لما توغلت في الدول العربية لم تتبن فكرة السلطان محمد الفاتح من ضرورة تعميم اللسان العربي في الدولة بل إنها فكرت بتتريك العرب وما أسقمها سياسة وأسقمه من رأي !
كذلك من ضمن العامل السياسي : غياب العدل والشورى وعدم تقييد الحكم بالدستور .
كذلك أيضاً : دخول العنصر الأجنبي في أمر تشييد الدولة عند تراخي العصبة .
ومما يدخل في العامل السياسي كذلك : الانغماس في السفه والترف والبذخ والسرف الذي يصرف الهمم عن الأمور وعن أسباب العمران ويجر إلى حالتي الاضمحلال والانقراض .
العامل الثاني : هو العامل الأخلاقي الذي اضمحل تماماً في الأمة فغابت التربية على العقائد والخلال التي سبق ذكرها والتي هي عماد التقدم .
هذه باختصار فكرة الأفغاني عن التقدم وعن السقوط والتي لخصها الأفغاني في خاتمة رسالته في الرد على الدهريين حيث رد شروط نيل الأمم للسعادة إلى أربعة : أولها : عقيدي يقوم على تصفية العقول من لوث الأوهام ، وثانيها أخلاقي يوجه النفوس إلى بلوغ مراتب الكمال ، وثالثها عقلاني يقضي بالتحرر من التقليد ، ورابعها أخلاقي تربوي يخلص النفس من سلطان الشهوة ([8]) .
 ونلاحظ هنا عدة أمور :
أولاً : أن تفكير الأفغاني في الحقيقة ليس نتيجة تأمل منظم منطقي في واقع الأحداث ، وإنما هي بنات ظروفها تماماً كمواقف صاحبها ، فقد كان رجل مواقف ينفعل بكل حدث ويوجه تفكيره بحسب جريانه وكان لطبعه الثوري الحاد ألأثر في توجيهه ([9]) .
ثانياً : أن مشكلة المجتمع الإسلامي هي مشكلة مجتمع ظل خارج التاريخ دهرأ طويلاً يشكو المرض ، فيأتي رجل سياسي كالأفغاني يرى أن المشكلة سياسية تحل بوسائل سياسية ، ويأتي رجل دين مثل محمد عبده يرى أن المشكلة لا تحل إلا بإصلاح العقيدة والتربية ، ورأى آخرون غير ذلك والكل يعالج الأعراض لا المرض ، وهكذا دخل العالم الإسلامي إلى صيدلية الحضارة الغربية فهو يتعاطى هنا حبة ضد الجهل ويأخذ هنا قرصاً ضد الاستعمار وغيرها أما المرض الحقيقي فلا أحد يعرفه ، وإنه لمن السخف أن تنشئ حضارة بشراء منتجات حضارة أخرى ([10]) .


(1) خاطرات ( الأصالة والتقييد ) ص 192-195 بتصرف شديد .
(2) خاطرات ( الاستعمار ) ص 448 .
(3) المصدر السابق ص 448 .
(4) خاطرات ( وحدة الأديان وانقسام تجارها ) ص 295 .
(5) الرد على الدهريين ( الأعمال الكاملة ) ص 141 – 148 .
(6) خاطرات ( رسالة في القضاء والقدر ) ص 182-183 .
(7) الرد على الدهريين ( الأعمال الكاملة ) ص 160 .
(8) رسالة في الرد على الدهريين ( الأعمال الكاملة ) ص 173-179 .
(9) أسس التقدم ص 170 .
(10) أسس التقدم ص 406-407 .
 
تعريب وتطوير محمد محمود
شخبطة © 2011 | عودة الى الاعلى
محمد محمود