0
الشعب يريد تحكيم شرع الله


لا أستطيع أن أفهم إقبال الجماهير على صلاة التراويح، ثم إعراضهم عن مسألة حاكمية الشريعة في الدستور. إنه الفهم المجتزئ للإسلام!

أقل ما يجب على الحركات الإسلامية أن تفعله كخطوة أولى هو قيادة الجماهير لتهتف برغبتها في تطبيق الشريعة "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

صلاة التراويح فرصة لتفعيل ملايين المسلمين لصالح قضية تطبيق الشريعة، وهي قضية لها وضعها الأهم على رأس أولويات المسلم وليست قضية هامشية كما يزين لنا البعض. أكثر ما يرعب الطواغيت هو الهتاف بتطبيق الشريعة "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

لو أردت جمع الناس لإسقاط الإعلان الدستوري المكمل لجمعت نفرا قليلا ممن يدخلون في دهاليز السياسة وعندهم الرغبة للعطاء من أجل قضية مثل هذه. أما لو أعلنت بوضوح عن هتاف بعد كل صلاة تراويح بالرغبة في تطبيق شرع الله، ستجد ملايين الحناجر تهتف تلقائيا لانسجام ذلك مع الفطرة الإنسانية السليمة. "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

لو حركت الجماهير للهتاف بتطبيق الشريعة وجعلت القضية واضحة صريحة بلا مواربة، فستضع الإعلام العميل في موقف حرج، فوقوفه ضدك يعني وقوفه أمام تطبيق الشريعة. حاكمية الشريعة بالمناسبة فطرة إنسانية حتى لدى العصاة. "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

الشعوب لا تخشى الشريعة بدليل انحيازها للإسلام كلما كان الموقف واضح المفاصلة.

الشعوب تخشى أفكارا وهمية زرعها كارهو الشريعة، وأخطاء سياسية وقع فيها بعض ممثلي الإسلام السياسي. الدليل العملي هو الشعبية الجارفة للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل مع وضوحه التام في مسألة الشريعة.

حتى غير المسلمين سينضمون لمشروعك لو وجدوا فيه وضوح الرؤية، وقوة البنيان، والقدرة على صياغة الأهداف المرحلية، والتعامل السليم مع الخوف الذي تم زرعه داخل النفوس على مدار عقود. تذكر أن 20 ألف توكيل للشيخ حازم كانت من غير المسلمين!

ضباط وجنود الجيش المصري لن يرفعوا أبدا سلاحهم في وجه من ينادي بتطبيق الشريعة. حتى لو جاءتهم أوامر واضحة من المجلس العسكري، فلن يرفعوا سلاحهم.

هذه المسألة محسومة عندي. الوعي بالإسلام والفطرة السليمة في مصر الآن ستقف حائلا أمام هذه المواجهة. المطالبة بتطبيق الشريعة بمشروع قوي سليم الأركان تعني انحياز ضباط وجنود الجيش سليمي الفطرة لك، وليس العكس.

اختيار التوقيت في رمضان ومع اقتراب دخول العشر الأواخر يعد عاملا حاسما في انحياز أغلب الشعب وتعاطفه مع الدعوى لتطبيق الشريعة. وجود نوع من الضغط الشعبي هو إثراء للثورة وتصحيح لمسارها.

كل نوع من الضغط الشعبي هو عامل انهيار للطواغيت ومن عاونهم، وكل نوع من التخذيل هو من تثبيت أركان الطواغيت. فليعلنها الشعب المصري واضحة صريحة عقب كل صلاة تراويح ولتهتف بها حناجرهم، وبإذن الله سيجدون تحولا كبيرا في مسار الثورة وتسارعا عجيبا في سقوط بقايا النظام الفاسد لوضوح الرؤية لدى الشعب.

اللهم دبر لنا، فإنا لا نحسن التدبير.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير محمد محمود
شخبطة © 2011 | عودة الى الاعلى
محمد محمود