0
أساس المنهج الأزهري



قال الدكتور / محمد المسير رحمه الله :
إن القائمين على أمر التعليم الأزهري يسارعون إلى كل ما شأنه تدمير الطاقة الأزهرية، وتبديد الوقت، وانتزاع الطالب من دراسته اللغوية والدينية المتعمقة
لقد بادروا بإدخال اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وقاموا من فورهم هذا بتعيين آلاف المدرسين لهذه المادة، في الوقت الذي تعجز فيه ميزانية الأزهر عن توفير النفقات لمحفظي القرآن الكريم، وفي الوقت الذي خلت فيه معاهد كثيرة من هؤلاء المحفظين، وأسندت المادة إلى مدرسين ومدرسات لا يستطيعون القراءة في المصحف الشريف
وما يقال عن توزيع شرائط المصحف المرتل على المعاهد هو دعاية إعلامية لا تغير الواقع الأليم ولا تنهض بحفظ القرآن المجيد
فما جدوى توزيع شرائط بلا محفظ يتعهد كل طالب ويستمع إليه ويصحح له؟! وما قيمة هذا التوزيع إذا كان الطلاب يفترشون الأرض في بعض المعاهد ولا يجدون مقعدا أو سبورة؟
إن إقامة معامل صوتية لتحفيظ القرآن الكريم هي الحل الأمثل، وليس توزيع مجموعة شرائط كاسدة لدى بعض المنتفعين، وهيهات هيهات أن تسمح ميزانية الأزهر بإنشاء معامل صوتية
ليس هناك أمة رشيدة تحتقر لغتها كما نفعل نحن بلغتنا العربية، لقد انخدع عباقرة المناهج بسياسة التصدير التي تفد إلينا من مؤسسات خارجية مشبوهة، وأقحموا اللغات الأجنبية على عقول صغارنا وأطفالنا في دور الحضانة والتعليم الابتدائي، وأصبحنا أمام جيل مشوه لا يحسن النطق بعربية ولا أعجمية
كل ذلك يتم في الوقت الذي ينادي فيه المصلحون بتعريب التعليم في مراحله الجامعية التي ما زالت تحتفظ ببقايا الاستعمار الثقافي
إن دراسة اللغات ضرورة لا بد منها، لكن لها زمانها ومكانها ورسالتها، فاللغات آية من آيات الله، قال تعالى
{ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ }
كلمات منشورة بمجلة " الأزهر "

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير محمد محمود
شخبطة © 2011 | عودة الى الاعلى
محمد محمود